الاثنين، 2 نوفمبر 2020
الخميس، 22 أكتوبر 2020
بلقنة العراق
هل يتكرّر التاريخ؟ الجواب هو لا، هذا مستبعد تماماً، وليس هو الجواب الآخر الذي قدّمه ماركس عن المأساة التي تعاد بصورة مهزلة، ومهزلة لان الاغبياء دائما يكررون الاخطاء التي يخشاها و لا يكررها حتى الحمير وقد كان السؤال عما يحدث عندنا، وعما يحدث في الحروب التي مررنا بها وما رافق معظم الناس الذين حيّرتهم اسبابها. منهم من يقول إن ما حدث في الموصل وتكريت والرمادي لم يحدث طول التاريخ البشري في أي مكان من العالم، وهو قول يرغب في التعميم كي يبيّن أن التفاصيل التي حدثت خلال الحرب الاهليه التي دامت أكثر من خمس سنوات وما زالت جمرتها تحت الرماد، لا مثيل لها في أي مكان أو أي زمان على هذه الأرض. وعلى الرغم من أنه يتضمّن تعالياً معرفياً شبه مطلق غير أنه يعكس الرغبة في إظهار الفظاعة الاستثنائية التي احتواها مشهد مثل سبايكر من قتل سبرنتيكي على ضفة النهر او البشر الممدد ويفرغ فيه الرصاص بلذة وتعطش للدماء وما عكسته الميليشيات من رد فعل وصل حد شواء الاحياء.
لكن التفاصيل قد تعاد وتتكرّرمرة اخرى وما حدث بالفرحانية دليل على ذلك ، ففي الحياة البشرية يسود التنوّع واختلاف العادات والتقاليد حد اكل البشر كثقافة مجتمعية ، ولكن ضمن تلك التفاصيل يرقد الشيطان الذي يكرّر أفعال يمليها على بعض البشر بشكل مرعب أحياناً إمعاناً في تحدّي عرفهم الثابت عن استحالة التكرار او ما يسمى حفظ النوع والنواهي الغريزية . اليوم الذعر والفوضى يعمّان البلد .. وراح السوقة وقطاع الطرق يعتدون على المواطنين الآمنين، فيساهمون بقسط وافر في زيادة الفوضى والاضطرابات في طول البلاد وعرضها". هذا نص مطابق يعيد إنتاج اللحظة الراهنة بلا رتوش، ودون تزوير، فيما يكشف للقارئ أن لحظات الحروب تتشابه كي ترشح بعض التفاصيل في التاريخ للتكرار.ما يحدث اليوم في العراق شبيه بما حدث في يوغوسلافيا بعد وفاة تيتو حيث عند نهاية الدكتاتورية ينفرط عقد المجتمعات المختلفة قوميا وطائفيا وامريكا تعلم جيدا ان العراق كان موحدا بدموية صدام وممارساته القمعية التي لا ترحم اقرب المقربين اليه للحفاظ على سلطته ووحدة البلد وكان لا يختلف عن اي نظام سياسي قوي بالعالم ديكتاتوري ام ديمقراطي اشتراكي ام ليبرالي....كما ان امريكا تعرف جيدا ان المجتمعات التي فرضت عليها ديكتاتوريات وحروب وحصار وجوع ومذابح طائفية وقومية لاكثر من ستة عقود لايمكن ان تخضع لقانون متسامح وديمقراطية نيابية وحرية من تواصل اجتماعي وغيرها من اشياء عليها رقابة من اغلب البلدان الديمقراطية فكيف الحال ببلد انهكته الحروب والحصار والجوع والجهل والتخلف والطائفية لذا لا بديل للعراق سوى الطائفية والقومية العلمانية مثل سويسرة وانكلترا والا التقسيم قادم لا محالة مهما طال الزمن لان افرازات الديكتاتورية ليست اكثر من قيئها الذي يحكم اليوم ...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)